المقالات

كيف تحدد أهدافك الاستثمارية؟

“المستثمر بلا أهداف أشبه بمسافر لم يحدد وجهته” – رالف سيغر.

لماذا الأهداف الاستثمارية مهمة؟

تلخص العبارة السابقة الكثير من الكلام حول أهمية وضع أهداف استثمارية قبل أخذ المستثمر أولى خطواته، لأن هذه الأهداف وتحقيقها ما سيوضح إذا كانت الرحلة ناجحة ووصل المستثمر معها إلى المكان المأمول أم لا.

لذا، الأهداف الاستثمارية مهمة لأنها تعتبر القاعدة لبناء الاستراتيجية الناجحة، ولكونها ستكون الحاسم في قراراتك الاستثمارية وأي الأسهم مناسبة، كما ستحدد مدى مرونتك مع المخاطر، وستخبرك في النهاية إذا ما كنت مضيت في الطريق الصحيح ووصلت لوجهتك النهائية بسلام.

لذا يهدف المقال لمساعدتك في تحديد أهدافك الاستثمارية بما يتوافق معك، لأن الاستثمار في النهاية يتعلق بكل شخص مستثمر منفصل. فرغم أن الغاية جني الأموال، إلا أن طريقة تحقيق ذلك تختلف من شخص لآخر.

انتبه، استثمارك يخصك أنت فقط!

نعم، الاستثمار أمر شخصي. فأي شخص يرغب ببداية رحلته الاستثمارية يختلف عن غيره في جوانب مختلفة، فليس الجميع يمتلك الأموال نفسها أو الرضا الوظيفي نفسه أو المسيرة الهنية نفسها أو حتى السن نفسه، لذلك الأمر يختلف بين شخص وآخر.

وينصح هنا كل مستثمر بأن:

  • يأخذ وقته قبل اتخاذ القرار

بما أنك ترغب بالاستثمار، فغالبًا تكون الخطة للاستمرار على المدى الطويل ولذلك عليك أخذ وقت كاف للتفكير في الأمر والبحث في المجال، لأن أهدافك ستحدد استراتيجيتك. ما يعني أنك بحاجة لأخذ حالتك المادية والمهنية والشخصية في الحسبان قبل اتخاذ قراراتك وتحديد أهدافك على المدى القصير أو الطويل.

  • التواصل مع الناس في المجال للاستفادة من خبراتهم

الاستفادة من أصحاب الخبرة مهمة دومًا، فهم يملكون معلومات وافية ومعظمهم يمتلكون استراتيجيات مختلفة ومنظور مختلف للاستثمار، وبالتالي يساعد التواصل معهم بفهم المجال واستلهام الأفكار الأنسب ووضع الأهداف الملائمة. فلاحقًا أهدافك هي ما سيحدد قراراتك الاستثمارية.

ما هو وضعك الحالي؟

كما ذكرنا، الاستثمار أمر شخصي وخاص وبالتالي يختلف في طريقته من شخص لآخر حتى مع تشابه الغاية بتحقيق الربح. وهنا يتوجب التفكير في عدة نقاط بالتزامن مع عملية البحث والتواصل مع أصحاب الخبرة في المجال، وتشمل:

  • عمرك

مرحلتك العمرية مهمة جدًا لأنها ستساعد في اختيارك الاستثمار على المدى القصير أو الطويل، لأنه كلما كنت صغيرًا يمكنك وضع فترة زمنية أطول لتحقيق أهدافك الاستثمارية.

  • وظيفتك

السؤال هنا، ما هو راتبك الحالي؟ إذا كنت قادرًا على اقتطاع جزء منه، فما هو المبلغ المحتمل استثماره؟

  • أسلوب حياتك

هل أنت مستعد للاستغناء عن نمط حياة معين في الوقت الحالي لتحقيق نتائج أفضل على المدى البعيد؟ فكلما كنت قادرًا على توفير الأموال واستثمارها بدلًا من شراء الكماليات الحياتية، بإمكانك تحقيق عوائد أفضل على المدى البعيد.

  • المخاطر القادر على تحملها

ما هو مدى تحملك للمخاطر؟ فمدى تحملك للمخاطر سيحدد قرارك بالمجازفة من عدمها في بعض الاستثمارات والفرص المواتية.

أي الأهداف الاستثمارية عليك التفكير بها؟

بعد التفكير في النقاط السابقة والإجابة على أسئلتها، الآن أصبح بإمكانك تحديد الأهداف الاستثمارية الأنسب. هل ستكون أهداف استثمارية لمدى قصير أو طويل؟

  • الأهداف قصيرة المدى

تكون الغاية من هذه الأهداف إيجاد دخل إضافي من أجل القيام بشيء بسيط خلال عام أو عامين مثلًا، فبدلًا من ادخار الأموال فقط، يمكن استثمارها وتحقيق ربح منها وبالتالي بعد عام أو عامين يمكن الاستفادة من الربح للقيام بالغرض المراد والحفاظ على رأس المال الأساس كما هو.

تشمل بعض الأهداف الاستثمارية هنا:

  • التجهيز لعطلة والسفر.
    • شراء سيارة جديدة.
    • استصلاح البيت.
  • الأهداف طويلة المدى

هنا يختلف الوضع كثيرًا، فالأهداف طويلة المدى يمكن أن تستغرق ثلاثة أعوام أو حتى عقد أو عقدين من الزمن، وهذا يعتمد على الغاية من الاستثمار والقدرة على الاستمرار. يكمن السبب وراء ذلك إلى أن شراء منزل مثلًا يختلف عن الرغبة بالاستثمار من أجل تحقيق دخل ثابت أو جعله بديلًا عن العمل.

وتشمل الأهداف أمورًا مثل:

  • شراء منزل.
    • دفع عربون للحصول على منزل والاستفادة من الدخل في دفع الأقساط.
    • شراء عقار لعمل مشروع أو للاستثمار.
    • تعليم الأطفال في المستقل.
    • تحويل الاستثمار إلى عمل ومصدر دخل مستمر.
    • الاستقلال المالي من خلال إيجاد فرصة لتوفير دخل ثابت دون عمل.

لحظة!

عندما تقرر أهدافك الاستثمارية وترى أن ما حددته هو المناسب لك، عليك التفكير قليلًا قبل التوجه للمرحلة التالية لتجنب أي نتائج سلبية أو خذلان بالمستقبل، لذا:

كن واقعيًا

وضع أهدافك الاستثمارية يجب أن تتوافق مع حالتك والواقع الذي تعيشه، فالأهداف يجب أن تكون قابلة للتحقيق ولا يجب تحويلها لأحلام بمجرد البدء. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تفكر بالحصول على عوائد تفوق 100 ألف دولار، فهذا ممكن بطبيعة الحال لكن لا يمكن أن يتم بيوم وليلة.

ولذلك، عندما ترغب باستثمار مبلغ محدد عليك النظر بواقعية إلى القيمة المحتمل الحصول عليها منه، وعدم الذهاب نحو توقعات صعبة خاصة على المدى القصير.

على الجهة الأخرى، عليك التفكير بواقعية بما تريد استثماره لتفادي أي تأثير على حياتك وتخل بتوازنها، لأن تغيير نمط الحياة ومحاولة توفير الكثير من الأموال للاستثمار خلال فترة قصيرة ربما يؤثر بالسلب على المستوى النفسي والاجتماعي.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب بتوفير 10 آلاف دولار في السنة لاستثمارها، فهل أن قادر على توفير 833 دولارًا في الشهر؟ إذا لم تكن كذلك، فربما عليك التفكير في مبلغ أقل لتجنب التأثيرات السلبية.

اجعل أهدافك الاستثمارية متناغمة مع استراتيجيتك

يوفر الاستثمار عائدًا بطريقتين؛ الأولى من خلال النمو قيمة الاستثمارات، والثانية من خلال توفير دخل أو عائد ثابت. ما يعني أن الاستثمار ربما يتمحور حول وضع الأموال في أسهم قابلة للنمو وبالتالي تزداد معها القيمة وهامش الربح وغالبًا تحتاج وقت أطول، أو يتمحور حول شراء أسهم شركات تعمل على توزيع أرباحها دوريًا على المستثمرين.

هذا يعني أنه في حال كانت أهدافك الاستثمارية قصيرة المدى، فالأفضل التوجه نحو الشركات التي توزع أرباحها على المساهمين باستمرار وخاصة عالية الأرباح، أما إذا كنت تهدف للحصول على قيمة كبيرة أو بناء ثروة على المدى البعيد فالأفضل التوجه نحو الاستثمار في الأسهم القابلة للنمو لأن قيمتها غالبًا سترتفع بشكل ملحوظ بعد عدة سنوات.


المصادر:

123

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى