المقالات

ما هي أسس التحليل المالي؟ العوامل والأنواع والأمثلة

الأسس أو الأساسيات التي يرتكز عليها التحليل المالي تتمثل في مجموعة المعلومات والبيانات الكمية والنوعية للشركة أو أوراقها المالية سواء كانت مالية أو اقتصادية أو غيرها، والتي تنعكس بالتالي على تقييمها. فعندما تتضمن هذه البيانات معلومات لا يمكن تحديد تأثيرها مباشرة على الشركات والأصول المالية، يتم اللجوء لطرق تحليل واحصاء لفهم هذه المعلومات وتأثيرها مستقبلًا وبالتالي التنبؤ بوضع الشركة أو الأصول المالية المستهدفة.

فهم الأسس

تمثل الأسس في عالم المال والأعمال الخصائص الأساسية والبيانات المالية اللازمة للوقوف على استقرار الأصول المالية وحالتها؛ ويشمل ذلك بيانات تتعلق بالاقتصاد الكلي أو الجزئي أو العوامل ذات التأثير الكبير أو الصغير، التي من شأنها التأثير على قيمة الأصول المالية أو الشركات.

ويستخدم المحللون والمستثمرون هذه البيانات والخصائص لتقدير جدارة الأصول أو الشركات بالاستثمار من عدمه، وإذا ما كان التقييم الخاص بها عادلًا مقارنة مع التحليلات الناتجة أم لا.

وتعتبر بيانات مثل الربحية والإيرادات والأصول والخصوم والنمو من الأسس الخاصة بالشركات وهذه البيانات تكون متاحة للعموم، لذا من خلال توظيف التحليل الأساس يمكن للمستثمرين والمحللين حساب النسب المالية للشركات المستهدفة لتحديد جدوى الاستثمار.

ورغم أن الأسس التي يعتمد عليها التحليل المالي تتعلق غالبًا بالشركات والأصول، إلا أن العوامل الاقتصادية الأخرى في البلد مثل العملة الوطنية وأرقام التضخم والناتج المحلي يكون لها تأثير على مستقبل الشركات والأصول، ما يعني أنها تندرج ضمن عملية تحليل الأساس لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على التقييم.

أسس الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي

أسس الاقتصاد الكلي هي الأمور المؤثرة على الاقتصاد ككل؛ مثل أرقام البطالة، العرض والطلب، النمو، التضخم، والسياسات النقدية والتجارة الدولية. فعند القيام بالتحليلات تطبق جميع العوامل أو بعضها للوقوف على مدى تأثيرها بالتقييم وحالة الشركات وأصولها.

فيما تتعلق أسس الاقتصاد الجزئي بالنشاطات أو العوامل الأصغر داخل اقتصاد البلد؛ مثل العوامل الخاصة بقطاع محدد أو سوق مستهدف. وتركز هذه الجزئيات على قضايا تتعلق بالعرض والطلب في قطاع محدد أو سوق العمل أو نظريات الشركة والجمهور المستهلك – تقيس نظرية المستهلك كيفية إنفاق الجمهور لميزانيتهم، فيما تقيس نظرية الشركة العمل التجاري والقرارات المتخذة لتحقيق الأرباح.

أسس التحليل المالي في الشركات

عادة عند النظر إلى الجوانب الاقتصادية للشركة ومن بينها الإدارة والبيانات المالية، يبحث المستثمرون في أسس كل شركة للوقوف على حالتها والعوامل التي تتعلق بالربحية والنمو – فشركة مع ديون قليلة وسيولة نقدية عالية تعتبر ذات أسس قوية مثلًا.

تشير الأسس القوية للشركة إلى امتلاكها هيكلية قوية، على العكس مع الشركات ذات الأسس الضعيفة التي تواجه غالبًا مشكلات في التزاماتها المالية وإدارة التكاليف والإدارة العامة للمؤسسة.

ما يعني أن الشركات ذات الأسس القوية تكون أكثر قدرة على النجاة من الظروف الاقتصادية الصعبة؛ مثل الركود الاقتصادي أو الكساد. وهذا يأخذنا إلى نقطة مهمة تتمثل في أن الاستثمار بأصول هذه الشركات يحمل مخاطر أقل مقارنة مع الشركات ذات الأسس الضعيفة.

التحليل الأساس/ تحليل الأسس

يهتم المحللون والمستثمرون بتقييم أسس الشركة ومقارنة وضعها الاقتصادي ونتائجها الخاصة على مدار السنوات للوقوف على مدى نموها ومقارنتها مع نظيرتها في نفس القطاع أو القطاعات الأخرى. وتعتمد عملة التقييم على تحليل ودراسة البيانات المالية للشركات وقياس أرباحها وفرص نموها والمخاطر المحتملة من الاستثمار فيها بناء على هذه الأرقام، وذلك لتحديد إذا ما كان سعر أسهم هذه الشركات أعلى أو أقل أو يقارب السعر العادل.

وتشمل عملية تحليل الأساس غالبًا مقارنات بين النسب المالية للشركة؛ وبينها:

  • نسبة الديون إلى حقوق الملكية (DE) وتتعلق بكيفية تمويل الشركة لعملياتها.
  • النسب السريعة لقياس مدى قدرة الشركة للوفاء بالتزاماتها المالية قصيرة الأجل.
  • درجة الرافعة المالية (DFL) التي تقيس استقرار وتقلب العوائد لكل سهم (EPS).
  • مقارنة السعر بالربحية (P/E) أو نسبة ربحية كل دولار يتم استثماره.
  • تحليل ديبونت (DuPont) للعائد على حقوق الملكية (ROE) بالنظر إلى كفاءة استخدام الأصول وكفاءة العمليات التشغيلية والرافعة المالية.

يأخذنا هذا إلى ضرورة اتباع نهج شمولي خلال عملية تحليل الأساس؛ باستخدام العديد من النسب وتطبيقها على طرق التحليل سواء كانت من القمة للقاع أو العكس.

أمثلة واقعية

تساوت القيمة السوقية لآبل ومايكروسوفت في الربع الرابع من 2018 لأول مرة منذ 2010 وفقًا لموقع MarketWatch، وبقيمة بلغت 850 مليار دولار، لكن كان لكلاهما أسس مختلفة تمامًا في العمل.

كانت وقتها مايكروسوفت تتداول بعوائد بلغت X45 فيما كانت آبل تتداول بعوائد 15X. وفي تلك الفترة كانت توقعات عوائد مايكروسوفت تتعلق بالخدمات السحابية والبرمجيات، فيما كانت تعتمد آبل بصورة أساسية على مبيعات الأجهزة – قاعدة در الإيرادات لآبل كانت أكثر مرتين ونصف تقريبًا من مايكروسوفت بسبب طبيعة السوق المستهدف لآبل مقارنة مع مايكروسوفت لأن سوق الأجهزة أكبر بكثير من سوق البرمجيات والخدمات السحابية التي توفرها مايكروسوفت.

 وهذا المثال يوضح أنه على الرغم من تشابه القيمة السوقية للشركتين، كانت الأسس المالية مختلفة فيما بينهما. لذا، من المهم أخذ هذه النقاط في الحسبان عند اختيار الشركات المستهدفة للاستثمار لتحديد طبيعة نموها في المستقبل.


المصادر:

12

زر الذهاب إلى الأعلى