اتخاذ خطوات عفوية يعني نتائج متباينة، فتارة ستكون على مستوى التوقعات وتارة تكون أقل أو أكثر. وذلك على العكس تمامًا مع اتخاذ خطوات مدروسة للقيام بالمهمة، لأن النتائج ستكون متشابهة غالبًا، وهنا تكمن ميزة الاستراتيجية التي تعبر عن خطوات تطبيقية لتحقيق أهداف وغاية أي شخص.
تعريف الاستراتيجية
تُعرف الاستراتيجية بأنها خطط الأمل من تطبيقها تحقيق أهداف وغاية محددة من خلال خطوات مدروسة، وهناك عدة استراتيجيات للاستثمار الغاية منها تحقيق الأهداف الخاصة بالمستثمر والتي وضعها بناءً على اختياراته وما يتناسب معه. (اقرأ هنا كيف تحدد أهدافك الاستثمارية).
يدفعنا هذا للتأكيد على ضرورة تحديد الأهداف الاستثمارية كي يتسنى بناء الاستراتيجية حوله، وبالتالي تعمل على المساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة وتحقيق الأهداف سواء كانت على المدى القصير أو الطويل.
لماذا يجب بناء الاستراتيجية حول الأهداف الاستثمارية؟
طريق الاستثمار مليء بالمغريات، فأحيانًا تظهر بعض الفرص التي تحفزك على الاستثمار رغبة بتحقيق عوائد سريعة لكن هذه الفرص ربما تودي بك إلى خسارة كبيرة كذلك.
لذا تنبع أهمية الاستراتيجية من قدرتها على تحويل أهدافك لحقيقة وليس ما يطرأ فجأة أمامك. يقول الخبير الاقتصادي ومدير الاستراتيجيات الأمريكي، مايكل بورتر “أهمية الاستراتيجية تكمن في اختيار ما لا يجب فعله” – الحقيقة أن تجنب المغريات للتركيز على تحقيق الخطط والاستراتيجية الموضوعة غالبًا ما يؤتي أوكله في النهاية، في حين أن الالتفات لبعض الفرص من شأنه أي يشوش الأفكار ويؤثر سلبًا على الاستراتيجية بأكملها.
ولنأخذ مثالًا بسيطًا حول ذلك:
تتركز استراتيجية محمد على الاستثمار في الشركات المستقرة على المدى المتوسط أو الطويل لتحقيق عوائد تراكمية شبه ثابتة من أجل استخدامها في شراء منزل، ومن خلال بحث الدقيق والاستثمار في الشركات المناسبة وصلت قيمة محفظة استثماراته 600 ألف ريال وكان في طريقه لتحقيق مبتغاه.
لكن محمد رزقه الله بصديق يصر على مشاركته بنصائح استثمارية، وحفزه لانتهاز فرصة يرى أنها مضمونة تمامًا وبإمكانها تحقيق عوائد سريعة بسبب النمو الكبير المحتمل.
فما كان من محمد إلا أن أخذ 100 ألف ريال من محفته الاستثمارية وقرر استغلال الفرصة المغرية، لكن هنا بدلًا من أن تنمو الشركة سريعًا تعرضت لتراجع هائل تسبب بخسارته 80 ألف ريال.
الحكمة من المثال تتمحور حول أهمية الالتزام بالاستراتيجية، فإذا كانت مبنية لتحقيق أهداف على المدى المتوسط أو الطويل، لا يجب تغيرها بين ليلة وضحاها لتحقيق أهداف قصيرة المدى لأن ذلك من شأنه التأثير على المحفظة الاستثمارية كاملة وربما ينتهي بضرورة بناء استراتيجية جديدة.
وهنا يجب أن التنويه أن قرارات مشابهة تحمل معها الكثير من المخاطر، ربما تنجح أحيانًا وتساهم بتحقيق عوائد مرضية لكنها غالبًا تنتهي بشكل مختلف – إذا كنت قادرًا على تحمل المخاطر في بعض الأحيان فربما تقوم بخطوات مشابهة بين الفينة والأخرى، لكن إذا لم تكن قادرًا على تحمل المخاطر ضمن مستوى محدد فحاول الالتزام بالاستراتيجية مهما كانت المغريات.
المصادر: